لم ينل الشاعر محمود ابو الوفا نصيبا من الشهرة مثل أبناء جيله برغم أنه يعد أحد القامات الأدبية المصرية والذي ساهم في تأسيس رابطة الادب الحديث وهو مؤلف القصيدة الشهيرة "عندما يأتي المساء" الذي غناها ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
ولد الشاعر محمود أبو الوفا عام 1900 بقرية الديرس بمركز أجا بمحافظة الدقهلية، وقد تعرض الشاعر وهو في سن العاشرة لأول مأساة في حياته فعندما كان يلعب الكرة مع أصحابه في قريته وقع وكسرت ساقه فذهبوا به إلى حلاق القرية فقام بدهن قدمه بأحد المساحيق وبعد عدة أيام أصابت الغرغرينا قدمه واضطر الأطباء إلى بتر ساقه اليسرى.
اقرأ ايضا:شيخ الممثلين وأستاذ الإلقاء... مالا تعرفه عن عبد الوارث عسر
غادر قريته بعد معايرة أصحابه وذهب إلى دمياط ليعمل في أحد المقاهي هناك حتى التقى بالأديب علي أفندي العزبي الذي ساعده في الالتحاق بمعهد دمياط الديني ومدرسا معه في مدرسة شمس الفتوح ولكن أبو الوفا فصل من المعهد لجرأته في طرح القضايا.
توجه أبو الوفا إلى القاهرة ليتعرض لعدد كبير من الصعوبات للحصول على وظيفة فلم يحالفه الحظ فقام بالعمل في أحد المطاعم ثم سمسار أراضي ثم بائعا في أحد المحلات ولم تمنعه ساقه الواحدة من المشاركة في ثورة 1919 فكان أحد خطابها على منبر الأزهر الشريف ورددت الجماهير أشعاره ضد الانجليز وفقا لما نشرته جريدة أخبار اليوم في 12 يناير عام 1980.
وفي عام 1927 تم الإعلان عن مسابقة أفضل قصيدة تلقى في حفل تنصيب أحمد شوقي أميرا للشعراء وفاز بها، ولكن عندما رآه شوقي بصحبة الموسيقار محمد عبد الوهاب وهو بساق واحدة مرتديا جلبابا رفض أن يلقي القصيدة وخرج أبو الوفا منكسرا حزينا لكن شوقي خرج وراءه ليعتذر له .
وعندما سمع عنه الدكتور فؤاد صروف صاحب مجلة المقتطف عرض عليه رئاسة القسم الأدبي بالمجلة وفي عام 1935عين الشاعر أبو الوفا بالقسم الأدبي في الإذاعة المصرية وبعد وفاة أحمد شوقي كلفته وزارة المعارف باستكمال كتابة أشعاره ومحفوظاته للمدارس والمعاهد.
حصل أبو الوفا على وسام الدولة من الدرجة الأولى منحه إياه الرئيس جمال عبد الناصر وكذلك جائزة الجدارة من الرئيس أنور السادات وقد أوصى أبو الوفا بأن ينقش على قبره بالقرية أبيات من إبداعه قال فيها:
إذا ضم الثرى جسدي ..وراحوا وخلوني رعينا في التراب
وحيدا من أحبائي وأهلي .. ومما قد عرفت من الصحاب
فإني سوف ألقى الله ربي .. بقلبي ثم حبي للكتاب.
المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم
